كاتب وباحث فلسطيني مختص بالدراسات العربية والفلسطينية
يتناول هذا التقرير التطوّر الذي حصل للجناح العسكري في حركة حماس، حتّى بات قادرًا على المستوى العملياتي من تنفيذ عملية استراتيجية وتاريخية هي عملية طوفان الأقصى بالتعقيد الاستطلاعي والتنفيذي، وعلى المستوى البنيوي والتنظيمي والعسكري والاستخباري.
يستعرض التقرير المراحل المفصلية التي واتت للتحوّل في كتائب القسام ذاتيًّا ومن حيث الموقع في حركة حماس، ولاسيما منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى عام 2000) بوصفها الإحيائية الجديدة لكتائب القسام، والمؤسسة لطول المسار الفلسطيني التالي، بيد أنّ هذه التحوّلات المستفيدة من ظروف مواتية في مسار حركة حماس، تستند بالضرورة إلى حضور أيديولوجي لقضية المقاومة ولاستمرارية تاريخية لكتائب القسام، وهو ما يستدعي عودة موجزة للتاريخ العسكري لحركة حماس، مع تخصيص الجناح العسكري للحركة في قطاع غزّة بالتحليل، لكونه الذي تمتع بالاستمرارية التاريخية التي أفضت به إلى هذا التطوّر الكبير، بخلاف فرعه في الضفّة الغربية الذي عانى ظروفًا مختلفة في مراحل متأخرة بعد الحسم الذي قامت به حماس في قطاع غزة عام 2007.
حيث تتبدا في سياق هذا الاستعراض الرؤية الاستراتيجية للكتائب، في تحويل قطاع غزّة من بيئة غير مواتية لكونها خالية من الطبوغرافيا المناسبة للمقاومة، وتفتقد الجغرافيا السياسية المساعدة، ومنفصلة نسبيًّا، إلى بيئة مواتية نسبيًّا بالاستثمار في عناصرها المميزة لها، كتربتها الرملية، وبالاستفادة من التحولات السياسية المساعدة، وهو ما كشف عن استثمار طويل المدى للموارد البشرية والمادية للتأسيس لصمود طويل الأمد في حرب ثقيلة ألقت فيها إسرائيل ثقلها كلّه على هذا الشريط الساحلي الضيّق (قطاع غزّة) مستفيدة من دعم مطلق من الولايات المتحدة، ومتمددة في حربها بملاحظة موقف رسميّ عربيّ مشلول الإرادة وعاجز عن الإسناد بأي شكل.
الكلمات المفتاحية: حماس، القسام، حرب غزة، إسرائيل، الجيش الإسرائيلي، الشعب الفلسطيني، المقاومة
