"يتناول هذا التقرير التوجه الاستراتيجي التاريخي والحديث لمصر في أفريقيا، بما في ذلك حوض النيل والقرن
الأقريقي، وكان ينظر إلى القارة على أنها مصدر للتجارة والنفوذ والقوة، وفي الوقت نفسه تهديد محتمل لحضارة
وادي النيل ثي مصر، وتشهد أفريقيا في مرحلة ما بعد الاستقلال توترات وصراعات مستمرة مما يؤدي إلى تفاقم أزماتها الاقتصادية والسياسية والإنسانية المعقدة.
في ظل هذا السياق، تتنافس القوى العالمية والإقليمية باستمرار من أجل السيطرة، مدفوعة بأهمية أفريقيا
الجيواستراتيجية، على أن السياسات النيوليبرالية منذ سبعينيات القرن العشرين، فضلاً عن تداعيات أحداث الربيع العربي عام 2011، أدت إلى ابتعاد مصر عن محيط دائرتها الأفريقية، مما سمح للقوى الصاعدة في أفريقيا والشرق
الأوسط بالتأثير على الموقف الاستراتيجي لمصر.
ويثير هذا التطور أسئلة رئيسية: كيف تطور دور مصر الأفريقي؟ ما هي التحديات الحالية؟ كيف يمكن
لمصر توظيف قوتها الناعمة بفعالية في أفريقيا؟
يحاول التقرير مناقشة هذه التساؤلات، مع الإشارة إلى أهم العوامل والأبعاد التي شكلت توجهها الاستراتيجي جنوب حدودها الوطنية، وكيف تراجع دورها الأفريقي في العقود الأخيرة، وتداعيات ديناميكيات
القوة الناعمة في ظل تحديات متعددة الأوجه، بما ي ذلك تحديدات الأمن المائي، والتنافس الدولي والإقليمي،
والقيود الاقتصادية في التجارة والاستثمار مع أفريقيا، ويؤكد التقرير على حاجة مصر إلى صياغة استراتيجيات شاملة والمشاركة في شراكات إقليمية، حيث أنه من خلال الاستفادة من خبرتها التاريخية والتكيف مع الظروف المتطورة، تستطيع مصر تأمين مصالحها بشكل استباقي وممارسة نفوذها في المشهد المتطور في أفريقيا.
"
الكلمات المفتاحية: دور مصر الأفريقي، أمن البحر الأحمر، مياه النيل، المركزية الأفريقية، القوة الناعمة