أستاذ العلوم السياسية- جامعتي زايد والقاهرة، و باحث زائر في جامعة جورج ميسون - الولايات المتحدة، ومدير مركز عالم الآراء بالكويت
تهدف هذه الدراسة بشكل أساسيّ إلى تقديم تصوّر دقيق لكيفية تحقيق مكانة ودور دوليّ للعالم العربي من خلال إدراك العالم العربي لطبيعة العلاقات الإقليمية وتحوّلاتها، وآليات التعامل معها باستثمار فرصها وتجاوز تحدياتها.
تطرح الدراسة تساؤلين أساسيين: يتمثّل أولهما في: ما هي الخيارات الاستراتيجية المتاحة للدول العربية في التعامل مع القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا ودول جنوب الصحراء الكبرى في ظل السياسات القائمة لهذه القوى؟ أما التساؤل الثاني فهو يشير إلى كيف يمكن للعالم العربي أن يستفيد من التقاطعات الثقافية مع إيران وتركيا، وإلى حدّ ما إثيوبيا، لتعزيز مكانته ودوره الدولي، خاصة من خلال تنمية سياسات حسن الجوار والمنظور الحضاري في تعامله مع هذه الدول؟
وتتخذ الدراسة من نظرية الدور إطاراً منهجياً أو منهجية بحثية في التحليل، بهدف محاولة فهم حركة المتغيرات وقوة الأطراف الفاعلة في المنطقة العربية، وخاصة في ضوء الأدوار المتطورة للقوى الإقليمية الرئيسية مثل تركيا وإيران وإسرائيل وإثيوبيا.
وتتناول الدراسة تحليلاً شاملاً للديناميكيات المتطورة للأمن القومي والإقليمي في العالم العربي، وتشمل الاستقرار السياسي والمرونة الاقتصادية والقوة العسكرية والتماسك الاجتماعي والثقافي، وتقيّم الدراسة مدى إمكانية أن تؤدي هذه الديناميكيات والتحولات إلى تغييرات كبيرة في الأطر الأمنية الوطنية والإقليمية، مما قد يؤدي بدوره إلى تغيير ميزان القوى لصالح تعزيز مكانة ودور العالم العربي إقليماً ودولياً.
وتخلص الدراسة إلى أن التحولات الإقليمية قد انعكست بشكل مباشر على أمن العالم العربي ووزنه ومكانته، حيث شهد تدخلاً مباشراً من كلّ من إيران وتركيا في الساحة العربية، واعتداء صارخاً من قبل إسرائيل على أمن العالم العربي، إضافة إلى تغيّراً جوهرياً في طبيعة سلوك أثيوبيا تجاه أمن المياه العربية، إضافة إلى دور تباين مواقف النظام الرسمي العربي تجاه عدد من القضايا الداخلية والخارجية في تراجع مكانته ودوره الإقليمي والدوليّ.
الكلمات المفتاحية: الكلمات المفتاحية: الأمن العربي، العلاقات الإقليمية، الدور العربيّ، التعاون العربي، مكانة العرب، إيران، تركيا، إسرائيل، إثيوبيا.
