مدير عام مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية- فلسطين
هدفت الدراسة إلى استشراف مستقبل النظام السياسي الجديد في سوريا، وتحليل الانعكاسات الداخلية والإقليمية للتحول السياسي، إضافة إلى فهم تأثير التحولات السورية على الفصائل الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وتحديد التحديات والفرص أمام النظام السياسي السوري الجديد، وتسليط الضوء على أهمية العدالة الانتقالية في مرحلة ما بعد الصراع، إضافة إلى تقييم مستقبل العلاقة بين سوريا وإسرائيل في ضوء التحولات.
وتنطلق الدراسة من فرضية قوامها أن سقوط النظام السياسي السوري القديم وتأسيس نظام سياسي جديد في سوريا سيقود إلى تحوّلات جذرية في البنية السياسية والاجتماعية، وسيُعيد تموضع سوريا إقليمياً ودولياً بطرق ستؤثر بشكل مباشر في التحالفات القائمة وفي القضايا الإقليمية الكبرى، ولا سيما القضية الفلسطينية، والعلاقات مع إيران وتركيا.
وقد اعتمدت الدراسة على منهج التحليل- الوصفيّ لتحليل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في سوريا، من خلال تتبع مسارات التحول منذ العام 2011، ووصف مكونات الأزمة وتشخيص بنيتها العميقة، لتقديم صورة شاملة لفهم الديناميات الداخلية والإقليمية.
وخلُصت الدراسة إلى أنّه تداعيات التحوّل في سوريا داخلياً مرتبطة بإعادة هيكلة النظام السياسي على أسس ديمقراطية، تعالج المظالم المتراكمة وتؤسس لعدالة انتقالية تُنهي منطق الإفلات من العقاب، وتمنح الضحايا حقهم في الحقيقة والجبر، كما سيكون مستقبل الاستقرار الاجتماعي مرهوناً بقدرة النظام الجديد على تجاوز المنطق الأمني، وبناء مؤسسات دولة مدنية فعّالة، تُعيد الاعتبار إلى سيادة القانون والمواطنة المتساوية.
أما على المستوى الإقليمي، فإن سوريا الجديدة ستساهم في إعادة ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة إذا ترافقت التحولات السياسية فيها مع تراجع النفوذ الإيراني، وانكفاء القوى غير الرسمية المسلحة، وسيؤثّر هذا الانعكاس على المعادلة الأمنية في لبنان، وعلى علاقة سوريا مع كلّ من تركيا وإسرائيل، كما سيفتح المجال أمام إعادة إدماج دمشق في المحيط العربي، سواء عبر جامعة الدول العربية، أو من خلال تحالفات ثنائية جديدة، تستجيب للتحديات المشتركة في ملفات الحدود واللاجئين والإرهاب والتنمية.
الكلمات المفتاحية: الكلمات المفتاحية: النظام السياسي السوري، القضية الفلسطينية، عدالة انتقالية، مواطنة، إصلاح، تطبيع، اللاجئون، سوريا، إيران، حزب الله، لبنان، المقاومة، تركيا، النزوح، الطائفية، التهجير، المصالحة الوطنية.
