مساعد باحث متعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردنّ
يتناول التقرير موضوعة وطبيعة تشكّل أزمة ضعف المشاركة السياسية في العالم العربي خلال الفترة 2013-2024، وخاصة بعد مواجهة موجة الربيع العربي الأولى لعام 2011، ويستكشف التقرير خلفيات الأزمة وابعادها، وانعكاساتها على العملية الديمقراطية في الانتخابات، كما يظهر بأنها تتعلق بتوفير الشرعية السياسية والشعبية للحكومات القائمة، ويستكشف مخاطر انعكاساتها على توليد الإحباط واليأس، خاصة لدى قطاع الشباب وأجيال المستقبل، ويبحث التقرير في أسباب تنامي وانتشار هذه الأزمة من حيث الدوافع لدى عموم الممتنعين عن المشاركة، ويدرس تداعياتها على المجتمع والدولة وعلى التنمية الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية، وعلى مستوى الثقة بين نظام الحكم القائم والشعب بقواه السياسية والاجتماعية المختلفة.
كما يتناول التقرير أهمّ أطراف الازمة الداخلية والخارجية، ويكشف عن طبيعة علاقة هذه الأطراف بالأزمة سلباً وإيجاباً، ويرسم التقرير أبرز السيناريوهات المحتملة لتطور هذه الأزمة، مبيّناً ظروف تشكّل كلّ سيناريو وانعكاساته على العالم العربي، ويضع التقرير عدداً من المعايير والمحدّدات للترجيح بين هذه الاحتمالات، ويتطلع التقرير إلى تحوّلات مهمّة في طبيعة الأزمة واتجاهاتها نحو التقدم باتجاه المشاركة الأكثر فاعلية في ظل تحوّلات ومحدّدات جارية في العالم العربي، ويرى التقرير أن لها انعكاسات واقعية على هذه الأزمة، وأنها قد تساهم في تغيير اتجاهاتها نحو مزيد من المشاركة كما هو الحال في التحوّل الجديد في سوريا، وربما في بيئتها الجيوسياسية لاحقاً.
ويدرس التقرير خيارات أطراف الأزمة في التعامل مع هذه الاحتمالات والاتجاهات، وخاصة السيناريو الراجح بالتحوّل الإيجابي، آخذاً بعين الاعتبار طبيعة تحوّلات الأزمة إيجابياً وفق النظام السياسي والعادات والتقاليد السياسية السائدة في كلّ قطر عربي، سواء في الملكيات أو الجمهوريات أو غيرها، ويرى التقرير أنّ موقف العديد من النخب العربية الحاكمة بعدم التحمّس لتوسيع الحريات والمشاركة السياسية سوف يتعرض لعملية تآكل وتغيير بسبب التغيرات الجيوسياسية المحيطة بهذه الدول، وتفاعلات القضية الفلسطينية والتحول في سوريا.
ويقدّم التقرير بناء على هذه التحليلات المعمّقة رؤية للخروج من هذه الأزمة تقوم على قاعدة احتواء التوجهات الشبابية والتغييرية داخل كل دولة وفي محيطها، ناهيك عن منع استثمار هذه الأزمة من قبل بعض الجماعات العنفية المتطرّفة لتحشيد التأييد والتجنيد من قطاعات الشباب للأعمال العنيفة، الأمر الذي يدفع النخب الحاكمة لإعادة النظر والتفكير بعمق في كيفية القيام بتحوّلات ونقلات مدروسة تدريجية لتحقيق المشاركة السياسية العامة وفي الانتخابات بشكل أكثر اتساعاً وأثراً ومشاركة في صناعة القرار، وفق إمكانات وظروف كلّ شكل من أشكال الحكم العربي، ولتحقيق هذه الرؤية يقدّم التقرير عدداً من التوصيات التي تشكل ديناميكيات ومحفّزات مهمة في عملية التحول المطلوب.
وقد صدر التقرير كاملاً في كانون أول/ ديسمبر عام 2024 تحت رقم (27) ضمن تقارير فريق الأزمات العربي- ACT في مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردنّ.
الكلمات المفتاحية: الكلمات المفتاحية: المشاركة السياسية، الحكومات، الانتخابات، الأحزاب السياسية، الأطراف الخارجية، العالم العربي، الديمقراطية، النخبة الحاكمة، الشرعية السياسية.
