The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



المقالات والتقارير

معاداة الساميّة: المفهوم والتعريف العملي والاستخدام

سعيد اللحام


يهدف هذا التقرير إلى شرح مصطلح "معاداة السامية" ويستكشف خلفياته التاريخية وأسباب ظهوره، كما يتناول "التعريف العملي لمعاداة السامية" الصادر عن " التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست(IHRA)" في عام 2016 ، والإشكالات والالتباسات في دلالاته وخاصة في الأمثلة التوضيحية التي يطرحها، كما يرصد التقرير الانتقادات الواسعة لهذا التعريف، وآثار تبنيه واستخدامه على الحرية الأكاديمية والحرية السياسية بما يتعلق بالصراع العربي/ الفلسطيني – الإسرائيلي.

ويخلص التقرير إلى ما يلي:

·   إن مصطلح "معاداة السامية" يعبر بشكل أدق عن ظاهرة "معاداة اليهود"؛ كما أنه مصطلح حديث ظهر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر في أوروبا. ويسلط التقرير الضوء على الأسباب التاريخية لظاهرة "معاداة اليهود" في أوروبا، ومظاهرها التاريخية المختلفة والتي يُعد "الهولوكوست" أبرزها في العصر الحديث.

·       يواجه "التعريف العملي لمعادة الساميّة" وخصوصاً أمثلته التوضيحية انتقادات واسعة، أبرزها أنه:

1)  يُؤثر سلباً على ديموقراطية دول "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)" وعلى حرية التعبير والبحث العلمي فيها.

2)  يخلط في دلالته بين اليهود كونهم أتباع ديانة أو كونهم مجموعة عرقية، ويستثني التمييز ضد الشعوب الساميّة الأخرى كالعرب والمسلمين من دلالته وأمثلته التوضيحية.

3)    يخلط بين "معاداة السامية" و "معاداة الصهيونية".

4)  تعريف فضفاض يتم استغلاله من قبل إسرائيل وجماعات الضغط التابعة لها في العالم للمساواة بين انتقادات سياسات الدولة الإسرائيلية و"معاداة الساميّة"؛ وذلك لإسكات الأصوات المعارضة لإسرائيل ولتحصين سياساتها العنصرية وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني من الانتقاد؛ حيث أن المبررات الحقوقية والأخلاقية التي تدفع إلى مواجهة "معاداة الساميّة" هي ذاتُها تدفع إلى مواجهة تلك السياسات الإسرائيلية.

·   بارتفاع وتيرة التطبيع بين إسرائيل ودول عربية برعاية أمريكية في عام 2020، وبعد توقيع مملكة البحرين مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة حول محاربة "معاداة السامّية" وفق "التعريف العملي لمعاداة الساميّة"، يحذر التقرير من تبني دول عربية لهذا التعريف؛ لما فيه من التباسات ومغالطات تخدم الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني في المنطقة وتضر بحقوق الشعب الفلسطيني وبالأمن القومي العربي. ويؤكد التقرير أن أي اتفاقات من هذا النوع، تشكل خروجاً عن الإجماع العربي، وانحيازاً إلى الرواية الإسرائيلية وعداءً لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه.

عودة