أزمة القضية الفلسطينية إلى أين؟ حوارات فكرية سياسية خاصة دولة الأستاذ طاهر المصري
في
هذا الحوار الموسع يعتقد دولة الأستاذ طاهر
المصري بأن القضية الفلسطينية
اليوم تشهد أكثر من أزمة ، ويحذر أن المشروع الصهيوني سيبقى
سائراً في طريقه، وسيبقى التقدم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة بشكل اندماجي سريع في ظل الوضع العالمي والعربي، والانقسام
الفلسطيني.
ويوضح
بأن القضية الفلسطينية تعاني من ثلاثة
عوامل رئيسية تتحكّم بها، الاول وهو العدو، وهو المشروع الصهيوني الذي وُضع منذ
سنوات طويلة، والعامل الثاني بعدم وجود دولة أو إدارة أو قيادة حقيقية للفلسطينيين
منذ بداية المشروع الصهيوني قبل مئة عام، لا سيما أنهم يواجهون عدوًا منظمًا
ومتّحدًا في توجهاته، والعامل الثالث اعتماد الفلسطينيين على أشقائهم العرب الذين
تمثّل دعمهم بجهود سياسية وبروتوكولية صورية وغير مؤثرة أمام الهجمة الصهيونية
المنظمة آنذاك، لا سيما بعد حرب الـ 48.
ويؤكد
على أن إنهاء الإنقسام الفلسطيني يعتبر شيئًا أساسيًا بالنسبة لتطور القضية
الفلسطينية سلبًا أو إيجابًا، لو حصل فهو إيجاباً، وبما أنه مستمر الآن فهو عامل
سلبي حجم الخطر الواضح على القضية الفلسطينية كان يفرض على الجهتين أن يتنازلا أو
يصلا إلى اتفاق الطرفان خاسران، والطرفان خسّرا القضية بخسارتهما.
وحول صفقة القرن الصفقة
مرفوضة من قبل الجميع، وحقيقة ما هو مرسوم بالنسبة للخارطة المعروضة من قبل إدارة
ترامب على العرب تمثل كذبة كبرى، حيث لا يمكن أن تكون دولة، ولا يمكن أن تصبح
دولة، فلا سيادة حقيقية بكل ما تعنيه السيادة، ولا مخارج لها للعالم إلا من خلال
منفذ إسرائيلي، كما أن كل أسباب السيادة والعمل والاقتصاد والجو تحت سيطرة إسرائيل،
إنها أقل من إدارة ذاتية، فهي جزيرة محاطة في وسط إسرائيل.
وبخصوص
الصفقة، يعتقد دولته أننا بحاجة إلى جهد فلسطيني أولاً، ومصالحة فلسطينية ثانياً، وعربي
ثالثاً، وإسلامي رابعاً، ودولي خامساً، وموقف جريء من الرئيس محمود عباس ومن
السلطة الوطنية الفلسطينية، يتعلق بمسار ومآل السلطة ومنظمة التحرير. إذا توفرت
جميع هذه العوامل فسيكون هنالك أمل، لكن يبدو أن الأمور ليست متشابكة بهذه الغصون
التي ذكرناها حتى الآن.
ويؤكد دولته على أن الأساس هو نضال الشعب الفلسطيني وقراراه، وكلما
كان القرار صلباً ومتماسكاً بدون تدخل، كلما ازداد احتمال إلغاء وإفشال الصفقة.