انطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة في 30 آذار/ مارس 2018، على شكل حراك سلمي في خمس نقاط رئيسية على طول السياج
الحدودي الفاصل شرقي القطاع، لتتحوّل إلى فعالية أسبوعية ما زالت مستمرة حتى تاريخ
كتابة هذا التقرير الذي يركز على التقييمات الإسرائيلية لهذه المسيرات اعتمادًا
على تحليلات مراكز البحث والتفكير الإسرائيلية.
وقد أشار التقرير إلى أنه وبعد النجاحات المؤثرة التي حققتها تلك المسيرات
يُتوقع العمل على تطويرها واستثمارها لإحداث مزيد من النجاح والتأثير لصالح تحقيق
مصالح الشعب الفلسطيني. وربما يتأتّى ذلك بالقيام بعملية مراجعة شاملة لمجمل الأوضاع
الراهنة في الأراضي المحتلة، بهدف إعادة تقويم المسارات التي وصلت إليها الحالة الفلسطينية.
كما اكد التقرير على أن "مسيرات العودة الكبرى" قد أصبحت محل نقاش داخلي
واسع، والذي انخرطت فيه قوى ونخب ومثقفون، باتوا يُجمعون على ضرورة إخضاع هذه الظاهرة
الكفاحية النبيلة لعملية نقدية عاجلة لتطويرها واستثمارها في مشروع سياسي واضح، قبل
أن تتلاشى جوانبها الإيجابية المُلهمة مع مرور مزيد من الوقت.
وقد خلُص التقرير إلى أنه لا بدّ من الحفاظ على القوام العام لهذه المسيرات
كصورة كفاح شعبي ومقاومة مدنية سلمية للتكيّف مع ضرورات واقع موضوعي صارم. بالإضافة
لمدّ هذه المسيرات بمزيد من الانطباعات بأنّها قرار وطني جامع ومنسق بصورة طيبة، فبعد
نحو سبعة أشهر من المظاهرات على السياج الفاصل على حدود قطاع غزة، استشهد خلالها أكثر
من 200 فلسطيني، بمن فيهم الأطفال، وجُرح في أثنائها آلاف من مختلف الأعمار، يجب أن
لا تتحول هذه الظاهرة غير المسبوقة إلى حدث روتيني، لا يثير إيقاعها اهتمامًا خارج
فلسطين.
وأوصى التقرير بضرورة وجود استجابات متناسبة مع الواقع ومع روح مسيرات
العودة في غزّة في كلٍّ من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، والشتات في
كلّ من لبنان وسوريا والأردن، بحيث تنقل هذه الاستجابات مسيرات العودة إلى حالة من
الفعل النضالي الشامل الذي يستطيع تحريك السياسة خطوات أوسع وأسرع وأهم لمصلحة
القضية الفلسطينية وفق رؤية سياسية موحدة لهذه المسيرات.