إن وضع ليبيا
اليوم هو أشد ما يكون إلى مصالحة لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، إذ لا يمكن لوضع
البلد أن يستقر في حال استمرار سياسة النخب السياسية الليبية، لأن بعضها غير مؤهل،
وأخرى غير قادرة على ممارسة فعل، وثالثة قادرة لكن لا يسمح لها بالعمل من أجل
تحقيق مصالحة وطنية حقيقية.
لقد أثبتت
التجربة خلال السنوات القليلة الماضية فشل هذه النخب في تحقيق المصالحة الوطنية، وأن
الخيار الأمثل والأنسب لتحقيق المصالحة يتم من خلال استبدال النخب العاجزة بنخب
جديدة قادرة على تحمل المسؤولية وتطوير مشروعاً خالياً من نزعة الثأر
والانتقام والإقصاء، متخذة من التوافق السياسي أساساً له.
ولا بد من أن
تكون هذه النخبة قادرة على التعامل مع ميراث عدم الثقة الذي ورثته القوى السياسية
منذ ما قبل سقوط القذافي وما بعده، وصياغة عقد جديد بين هذه الأطراف، بالاستناد
إلى الدستور الذي يمثل خريطة لتنظيم الحياة السياسية في ليبيا. كما أن عليها تحمل
شرف المسؤولية الأخلاقية والسياسية والاجتماعية في التصدي للواقع الراهن بعقل
إبداعي جمعي، وفي إطار برنامج وآليات كفوءة تنقذ الوطن وتعيد بناءه، على أسس العمل
الوطني التضامني لإنقاذ ليبيا.