رئيس التحرير - جواد الحمد
مثلت الجولة الثانية من حوار الحضارتين: العربية والصينية، وجهود تطوير العلاقات بين الطرفين التي عقدت في الرياض في ديسمبر 2007م قفزة نوعية في طريقة التناول ومقدار الانسجام الفكري والثقافي بين المشاركين، وقد تحقق في هذه الجولة قدر أكبر من التفاهم، كما تم تناول المسائل التفصيلية المتعلقة ببناء علاقات ثقافية عميقة بين الحضارتين، وتعاونهما الدولي لتحقيق المصالح المشتركة، كما ساد الحوار قدر عال من الموضوعية والفكر المستنير، حيث أثّرت طبيعة المشاركين الواسعة من المفكرين من الطرفين على أجواء الندوة والحوار، وأظهر الجانبان حميمية أكبر في علاقتهما الثنائية، كما أظهر الجانب الصيني اهتماما كبيرا باللغة العربية ظهر في الكفاءة التي يتحدث بها أكثر المشاركين من الجانب الصيني- إذ شارك من الجانب الصيني 33 خبيرا وسياسيا ومفكرا ومترجما، مقابل 43 باحثا ومفكرا وأديبا وسياسيا عربيا، ليس بينهم مترجمون من الصينية إلى العربية-، فيما أظهر الجانب العربي حرصه على دور دولي وإقليمي أكبر للصين، وأبدى اهتماما متزايدا باللغة والثقافة الصينية؛ حيث تقدم بعشرات الاقتراحات التي تتعلق بما يمكن للعرب القيام به في هذا المضمار، وهو ما حمّل الجامعة العربية- التي ترعى منتدى التعاون الصيني العربي منذ العام 2004م الذي تعقد هذه الندوات في ظله- عبئا ومسؤولية كبيرة تنقلها الجامعة عادة عبر اللقاء الدوري الوزاري بين الجانبين.