The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



البحوث والدراسات

تطورات الدور الروسي في الشرق الأوسط مطلع القرن الحادي والعشرين

نورهان الشيخ


تزامن رحيل الرئيس الروسي بوريس يلتسين ووصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى قمة السلطة في روسيا مع مطلع القرن الحادي والعشرين. ومع تأكيد القيادة الروسية الجديدة على ضرورة استعادة روسيا لمكانتها في مصاف القوي الكبرى وممارسة دور فاعل ومؤثر في الشئون الدولية والإقليمية، أثيرت التساؤلات حول الدور المرتقب لروسيا في الشرق الأوسط. ومع نجاح بوتين في تحقيق درجات متزايدة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي على الصعيد الداخلي، ومع النشاط الدبلوماسي الواضح الذي قام به على الصعيد الخارجي، تنامت التوقعات والآمال العربية في إعادة تفعيل الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وما يمكن أن يحدثه ذلك من توازن مطلوب باعتبار روسيا قوة مؤيدة للشرعية والتسويات العادلة لقضايا المنطقة. كما بدأ الحديث عن مجالات التعاون المتاحة بين روسيا ودول المنطقة، وتتابعت زيارات القادة العرب لموسكو، ومن أبرزها زيارة العاهل الأردني، والرئيس الجزائري، والرئيس المصري والرئيس الفلسطيني وأمير قطر إلى جانب عدد من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية والوفود البرلمانية والعسكرية العربية، وذلك في محاولة لتفعيل الدور الروسي في المنطقة، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع روسيا على النحو الذي يحقق مصالح الطرفين.

إلا أن المدقق في السلوك الروسي تجاه الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين يتبين استمرار مجموعة من التوجهات وإن أصبحت أكثر وضوحاً وفاعلية من ذي قبل، وهي:

أولاً: استمرار تراجع أهمية الشرق الأوسط في أولويات السياسة الخارجية الروسية.

ثانياً: محدودية المصالح الروسية في المنطقة.

ثالثاً: استمرار السياسية المتوازنة ومحدودية الدور الروسي تجاه القضية الفلسطينية.

رابعاً: استمرار التأييد الروسي للعراق.

خامساً: دعم وتطوير التعاون مع إيران.

سادساً: تفعيل التعاون مع عدد من الحلفاء التقليدين في المنطقة.

سابعاً: محاولة فتح آفاق جديدة للتعاون مع الأردن.

ثامناً: استمرار التوجه نحو تطوير العلاقات مع دول الخليج.

تاسعاً: الانفراج في العلاقات الروسية-التركية.

إن روسيا تمر بمرحلة تحول هامة في تاريخها، وعلينا نحن العرب فهم معطيات الدور الروسي في المنطقة للمحافظة على مصالحنا، وجذب تأييد دولة كبري من المنتظر أن يتزايد دورها ويصبح أكثر تأثيرا في الشئون الدولية والإقليمية للقرن الحادي والعشرين.

عودة