كانت إسرائيل أول دولة تفتتح سفارة لها في العاصمة الغانية أكرا بعد أقل من شهر على حصول غانا على استقلالها عام 1957، ومنذ ذلك الوقت والدولة العبرية تسعى جاهدة لكسب النفوذ وتعظيم أهداف سياستها الإفريقية بأقل تكلفة ممكنة، فإسرائيل ليست دولة غنية بمفهوم الثراء المادي ولكنها استطاعت أن يكون لها سفراء معتمدون في أربعين عاصمة إفريقية جنوب الصحراء, وتحاول إسرائيل جاهدة تقويم سياستها الإفريقية وذلك للاستفادة من دروس وتجارب الماضي.
وليس بخاف أن دراسة مسيرة التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية تحمل أهمية بالغة وذلك لعدة اعتبارات.
وتحاول هذه الدراسة تحليل أهم محددات السياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا وذلك لبيان حقيقة الوجود الإسرائيلي في إفريقيا عبر فترات زمنية مختلفة وذلك في المحور الأول. أما المحور الثاني، فإنه يركز على تطور العلاقات الإسرائيلية الإفريقية منذ بداية التغلغل فى الخمسينيات والستينيات، ومروراً بالقطيعة الإفريقية لإسرائيل في السبعينيات، وانتهاء بالعودة الثانية لإسرائيل في إفريقيا، وما لحق بها من تغيرات وتحولات على مستوى الأهداف والسياسات. وأخيراً يتناول المحور الثالث، ركائز السياسة الإسرائيلية في كسب الهيمنة والنفوذ في إفريقيا وانعكاس ذلك على العلاقات العربية الإفريقية.