شكلت الفوضى الدموية والعنيفة المندلعة في في عدد من الدول العربية مصدر تهديد استراتيجي للأمن الخليجي كما هي للأمن العربي، وتحققت تخوفات العديد من المحللين والسياسيين التي قرأت مخاطر اندفاع بعض دول الخليج لتشجيع قوى سياسية وغيرها لمناهضة الربيع العربي. وتشير التقديرات الأولية إلى أهمية دور دول مجلس التعاون الخليجي، في ظل القيادة السعودية الجديدة، في المساهمة الفاعلة والعاجلة في إعادة الاستقرار إلى المنطقة ووقف نزيف الدم واستنزاف المال والاقتصاد ومقدرات الأوطان.
وتشير تحركات الملك السعودي الجديد الدبلوماسية النشطة إلى أنه يحاول استجماع القوة اللازمة والتأسيسية لاتخاذ مثل هذه السياسات على الصعيدين العربي والإقليمي والدولي من خلال مبادرة تهدف إلى قيادة مصالحات عربية رسمية وشعبية وخاصة مع تيار الإسلام السياسي المعتدل، وقيادة عملية سياسية مدعومة أمنياً، وربما عسكرياً، لإعادة تحجيم نفوذ إيران في المنطقة بدءاً من الساحة اليمنية، وبلورة رؤية عربية إسلامية شاملة لمواجهة تنامي الجماعات المتطرفة والعنيفة وخاصة في سوريا والعراق.