تنظر السياسة المصرية لحركة المقاومة الإسلامية- حماس بوصفها تهديداً مباشراً للنظام السياسي في مصر، ويقوم هذا التوجه على أن ارتباط حركة حماس بتيار الإخوان المسلمين يشكل أهم التحدات التي تواجه الاستقرار، واعتبرت مصر أن تفكيك حركة حماس خطوة تالية لإبعاد التنظيمات المنضوية في تيار الإخوان عن مراكز السلطة والقرار السياسي، ومن هنا تشكل نتائج الحرب أهمية في استشراف تطور السياسة المصرية تجاه حماس والقضية الفلسطينية بشكل عام، وخصوصاً في ظل إعادة تشكيل الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط.
وقد أشارت نتائج وتداعيات الحرب على غزة إلى أن فاعلية الدور المصري تجاه الملف الفلسطيني يتوقف على عدة عوامل؛ يأتي في مقدمتها تماسك التحالف الإقليمي المساند للتحركات المصرية، كما أن النتائج العامة للحرب ترسخ الحلول التفاوضية بين كل الأطراف، وبصورة تدفع باستمرار صعوبة استبعاد حماس من الترتيبات الفلسطينية، وهذا ما يرسخ نتيجة أن السياسة المصرية لم تتمكن من نقل معركتها مع الإخوان المسلمين لقطاع غزة أو القضية الفلسطينية.