تقدم الدراسة
تحليلا علميًّا لأثر
"الربيع العربي" على الهيمنة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط. وقد
حاولت الدراسة الإجابة عن تساؤل مهمٍّ مُفادُه: ما مدى تأثير التغيرات الداخلية
والإقليمية في الوطن العربي على النظام الإقليمي؟ وبعبارة أخرى ما أثر تغيير
الخصائص الوطنية للدول نتيجة للتطورات الشعبية والرسمية في طبيعة النظام الإقليمي
في المنطقة؟ وما أثر هذه التغيرات المتوقعة في الخصائص القومية في النظام الإقليمي؟
وهذا الأسئلة المُتناسلة تفضي إلى سؤال مفصليٍّ مُفادُه: ما أثر النظام الإقليمي
الجديد على الهيمنة الإقليمية من ثَمَّ على مستقبل الوطن العربي؟ وكيف سيؤثر تشكيل
نظام إقليمي جديد بمشاركة عربية في التعامل الدولي مع قضايا المنطقة الاستراتيجية.
وقد تناولت الدراسة بالبحث والتحليل عدة محاور: محددات التوازن الإقليمي
والخارطة الاستراتيجية، التوازن الإقليمي في المنطقة قبل الثورات، التوازن الإقليمي بعد نهاية الربيع العربي، عناصر التوازن الإقليمي والهيمنة الإقليمية القادمة، قياس النظام الإقليمي
الجديد وتحليل مستقبل السياسات الخارجية الجديدة للدول العربية والدول الفاعلة في
النظام الإقليمي، مستقبل الملفات الاستراتيجية في المنطقة في ضوء تغيرات النظام
الإقليمي.
وقد وصلت الدراسة إلى عدد من النتائج كان منها الإشارة إلى أنّ عدم اكتمال الربيع
العربي وانحساره بالقوة العسكرية أثّر سلبا على الدور العربي في النظام الإقليمي؛ وأنّ
الدول التي ستهيمن على المنطقة تنحصر في إسرائيل وإيران وتركيا مع تزايد الدور السعودي.