دخلت عملية "السلام" في الشرق الأوسط مرحلة جديدة في أعقاب تفجيرات نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث ألقت هذه الحادثة -إلى جانب انتفاضة الأقصى- بظلالها على جميع مدخلات العملية السلمية والمفاوضات التي كانت تجري بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في مسعاهما لوقف الانتفاضة، مع ما يصحبها من أعمال العنف والقتل والتدمير من قبل الجيش الإسرائيلي، وبرز الموقف الأمريكي في هذه المرحلة من خلال إعلان الرئيس جورج بوش الابن عن تأييد إدارته مبدأ قيام دولة فلسطينية ضمن شروط وأطر معينة، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين تحولاً نسبياً في توجهات الإدارة الجمهورية الأمريكية التي عزلت نفسها منذ بداية وصولها إلى البيت الأبيض عن مجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اشتعال انتفاضة الأقصى.
والحدث الآخر الذي استحوذ على الاهتمام خلال الفترة الماضية هو استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومقوماته الرئيسية، وهو ما أدى إلى عرقلة كافة الجهود الأمريكية والأوروبية و(العربية)؛ التي عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون على إفراغها من محتواها وتكريس عقلية الاستئصال ضد انتفاضة الأقصى.