دور مراكز الدراسات في خدمة صناعة القرار وتنمية المجتمع في الدولة الأردنية الحديثة
حظي الأردن
بنصيب وافر من مراكز البحث والمعلومات الخاصة، مما يدفع إلى ضرورة التفكير بجدية
في كيفية تفعيل الآليات والوسائل التي تمكِّن من الاستفادة من هذه المراكز
والمؤتمرات وتطويرها لمصلحة تحقيق الفاعلية الكبرى لمؤسسات صنع القرار، ليكون مُنسجِماً
مع الإستراتيجية الوطنية والعربية والإسلامية.
وقد شهد
الأردن تحوّلات داخلية وخارجية في عقد التسعينيات بوصفها مرحلة تحوّل جذري، وبذلك
برزت تحديات جديدة تواجه مؤسسات صناعة القرار في المملكة، محلياً وإقليمياً ودولياً،
ويحتِّم مجمل هذه التحديات بناء دور فاعل لمراكز الدراسات بشقيها الخاصة والعامة.
إن ظاهرة تطوّر
مراكز الدراسات في الأردن ظاهرة جديدة بدأت في نهاية الثمانينيات، وقد يعود ذلك
إلى عوامل داخلية تتعلّق بالتطور الديموقراطي والتغيرات الإيجابية التي حصلت في
طبيعة النظام السياسي.
ويلاحظ أن
هناك غياباً شبه كامل للدراسات العملية حول واقع مراكز الدراسات وعلاقاتها بمؤسسات
صناعة القرار ومؤسسات المجتمع المدني.
ومن الضرورة
بمكان تفعيل دور المراكز ودعمها محلياً وعربياً؛ ليكون هذا الدعم بديلاً عملياً
لأي محاولات دعم أجنبي غير بريء، ولا بدّ لصانع القرار السياسي ومؤسسات المجتمع
المدني من الاستفادة من هذه المراكز في توفير المعلومات وتقديم الاستشارات
والدراسات التي تبرز الخيارات والبدائل في اتخاذ القرار حيال مختلف المسائل
المحلية والإقليمية والدولية.