أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرتها الأخيرة "خطة خريطة الطريق" لاستكمال عملية السلام في المنطقة، وسعت إلى تفعيلها، وكانت في فترة تصعيد العمل العسكري والمقاومة في فلسطين، ولم تتمكن الإدارة الأمريكية من فرضها على أطراف الصراع في المنطقة.
ونتيجة لعجز الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي عن رد المقاومة الفلسطينية، وتوصل شارون إلى قناعة أن الحل العسكري مع الفلسطينيين أصبح مستحيلاً لجأ إلى خطة فك الارتباط، والانسحاب من غزة وإنهاء المستوطنات منها، حيث يرى شارون أنها لا تضيف أي أهمية عسكرية للأمن الإسرائيلي.
أثارت مبادرة شارون معارضة رئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ورئيس "الشاباك" ومجلس الأمن القومي، ويبدو أن صخرة الخلاف الأساسي تعود إلى أن رئيس الأركان وجنرالات مركزيين يعتقدون بوجوب السعي إلى تسويات مع الفلسطينيين من أجل إلزامهم في مجالات مختلفة وعدم الوصول إلى فك الارتباط كخطوة من طرف واحد، وهناك من يعارض الخطة كونها تضر بالاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي.
والموقف الأمريكي جاء مؤيداً لخطة شارون بالانسحاب الكامل من غزة وإخلاء تدريجي للمستوطنات في الضفة تمهيداً للانسحاب من الضفة الغربية، وبموازاة ذلك على الفلسطينيين أن يشنوا حملة لمحاربة ما يسمى بـ "الإرهاب" في المناطق التي تم إخلاؤها.
وقد تم إعداد برنامج زمني لتنفيذ الخطة وفقاً لمراحل ثلاث، تنتهي المرحلة الثالثة منها مع شهر سبتمبر 2005.