الانتخابات والتحولات السياسية العربية بعد الثورات أولا: انتخابات المجلس التأسيسي في تونس ... ماذا بعد؟
استهل البحث بالحديث عن وضع الثورة التونسية ضمن سياقها التاريخي العام، وما أيقظته في الشعب التونسي من أشواق للحياة بعد أن اعتقد كثيرون أنها قد انطفأت. ثم تم التطرق إلى مواقف مختلف الأطراف السياسية من حكومة محمد الغنوشي التي أسقطها اعتصام القصبة الثاني، الذي أملى على حكومة الباجي القايد السبسي خيار انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، وبالرغم من بعض التلكع ومحاولات التأخير والاستعاضة عنه بإجراء استفتاء عام، فإن الانتخابات قد حصلت ضمن استراتجيات متباينة لأبرز الفاعلين سياسيا (النهضة ، المؤتمر من أجل الجمهورية ، التكتل، الحزب الديمقراطي التقدمي ، التجديد وقطبه الحداثي، حزب العمال الشيوعي التونسي وبديله الثوري، العريضة الشعبية... ) وبعد فوز النهضة ب 41% من المقاعد وقيام الائتلاف الحكومي بينها وبين المؤتمر والتكتل، تباينت المواقف محليا بين عاملين على إنجاح التحول الديمقراطي ومسار التنمية، ومراهنين على إفشال مسار الحكومة استعدادا للانتخابات القادمة بعد سنة ونيف. أما على المستويين الإقليمي والدولي فمختلف الأطراف وجدت نفسها مدعوة لتعديل ساعاتها على هذا الاستهلال لتحول حضاري كبير في تونس والوطن العربي.