لم يكن لأحد أن يتوقع النهاية التي أسفر عنها الاقتتال الداخلي الذي اندلع في منتصف كانون الأول الماضي بين حركة حماس من جهة وحركة فتح والأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهة أخرى؛ والذي أفضى إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وإصدار أبي مازن قراره بحل حكومة الوحدة وتشكيل حكومة طوارئ بدلاً منها. وإن كانت هذه النتيجة قد شكلت مفاجأة للأطراف ذاتها التي كانت متورطة في القتال، فإنها في المقابل شكلت صدمة للأطراف الخارجية التي راهنت على هذه القتال ونتائجه، وتحديداً إسرائيل والولايات المتحدة.
ويتناول هذا التقرير الخطط الأمريكية الإسرائيلية لإسقاط حكومة حماس ووثيقة للأمم المتحدة تكشف تفاهماً بين أبي مازن وأمريكا على العمل على إسقاط حماس و خطة إليوث أبرامز ثم يتناول العلاقة بين سلوك أبي مازن والأجهزة الأمنية تجاه حماس واندلاع الاقتتال و قرار عباس بإجراء انتخابات مبكرة وإشعال موجة الاقتتال الأولى، ثم يتناول الحديث عن أن اتفاق مكة كنتاج لحالة الإعياء والإنهاك التي أصابت فتح وحماس، وعوامل انهيار اتفاق مكة، ثم خطتا "دايتون" و"سنيه" واندلاع الموجة الثانية من الاقتتال وصولاً إلى المواجهة الحاسمة وسيطرة حماس على القطاع. ما تلا لك من إقالة أبو مازن لحكومة الوحدة وتشكيل حكومة طوارئ، ورد فعل حكومة هنية وحماس على ذلك.
ثم يحاول التقرير توضيح وجهتي نظر فتح وحماس من خلال مقابلات شخصية وعبر الهاتف مع شخصيات من الطرفين، ورؤية الحل للخروج من الأزمة.
كما يعرض التقرير للحديث عن الفرص والمخاطر التي تراها إسرائيل في الواقع الجديد ورهانها على دور أبي مازن، و الرهان على العرب في خنق حماس، في محاولة لاستكمال رسم الصورة حول المخطط بإسقاط حكومة حماس.