رغم وجود تغييرات على الساحة السياسية الإسرائيلية, استوجبت في عام 2005 خلق حزب مثل كديما إلا أن هذا الحزب قد فشل, ربما لم تنوي قيادته ذلك بشكل جدي, في أحداث تغييرات أساسية في مفهوم السلام تجاه الفلسطينيين. يعود هذا بالأساس إلى تغيب مؤسسه المفاجئ آرييل شارون, الذي ترك بصمات كبيرة على مفهوم السلام تجاه الفلسطينيين, المبني بالأساس على طرح دافيد بن غوريون, والى انتهاجه سياسة شديدة مؤلمة بحق الفلسطينيين, وفشل القيادة التي ورثت شارون, اهود اولمارت, في ترك معالم تاريخية على الساحة الإسرائيلية بسبب فشلها في حربين, حرب لبنان وحرب غزة, وبسبب اتهامات كثيرة بالفساد وضعفها أمام الجيش وأمام المال. وفشل القائد الثالث في الحزب, تسيبي لفني, لعب دور بسبب عدم امتلاكها التجربة الطويلة, وعدم حصولها على فرصة سانحة لترك بصماتها. فشارون ترك بصماته وكان واضحا في البرنامج الانتخابي لحزب كديما, وحاول انتهاز الفرص المحلية والعالمية لحشر الفلسطينيين في الزاوية وإجبارهم قبول مطالب إسرائيل, رغم انه حاول خلق الانطباع الأولي انه يعمل على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وتبعه في هذا اهود اولمارت, إلا انه لم يضف شيئا جديدا كثيرا على ما قام به شارون, وحين تحدث عن أفكار جديدة, التي برزت نتيجة الانتفاضة الفلسطينية, لم يستطع تطبيقها على ساحة الواقع. حين حاولت, ليفني صنع درب مميز ووجدت نافذة واحدة: حين عرضت مبادرة سلام أكدت فيها, بخلاف, اولمارت, إن إعلان إسرائيل عن امتلاكك سلاح نووي, يضر مصالح دولة إسرائيل.