بسقوط جدار برلين وانتصار المعسكر الغربي في الحرب الباردة
ضد الاتحاد السوفيتي عرف العالم نظاماً أحادي القطبية، تهيمن عليه القوة الأمريكية،
ومنذ إعلان قيام النظام الدولي الجديد والولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية وخارجية،
خاصة ببروز قوى صاعدة منافسة تملك عناصر القوة الاقتصادية
والتكنولوجية والنووية، والتي أظهرت إمكانية تغير النظام الدولي إلى نظام متعدد الأقطاب،
خاصة أن الولايات المتحدة سجلت تراجعاً واضحاً في الكثير من المجالات، إضافة إلى
فقدانها المكانة المعنوية في زعامة العالم نتيجة الحروب "الغير عادلة" التي
شنتها في الكثير من المناطق تطبيقاً لأفكار المحافظين الجدد، مما شكل تهديداً
للدور الأمريكي، وفتح المجال أمام تصور نظام دولي متعدد الأقطاب.
وقد خلُص التقرير إلى أن المؤشرات الداخلية والخارجية التي
تأسس عليها سيناريو التراجع للقوة الأمريكية هي التي دفعت الكثير من المفكرين الأمريكيين
إلى دق ناقوس الخطر والإسراع على حث الإدارة الأمريكية لإعداد الاستراتيجيات البديلة
والكفيلة بتأمين مكانة الولايات المتحدة واستمرارها كقطب مهيمن.