The image shows our cooperation with the online plagiarism detection service PlagScan

ملخص المقال



البحوث والدراسات

النظام الانتخابي الأمريكي وانتخابات الرئاسة للعام 2012

محمد بوبوش


تعبِّر الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن وجه النظام السياسي الأمريكي الذي يتميز بالفصل الشديد بين السلطات، إلا أن ذلك الفصل غالباً ما يتعدى عليه نتيجة لطموح بعض الرؤساء الأمريكيين ورغبتهم في تركيز صنع القرار السياسي الأمريكي في البيت الأبيض دون السلطات السياسية الأخرى، يساعدهم في ذلك الصلاحيات الكبيرة التي يمنحها لهم الدستور، إضافة الى تشجيع بعض المؤسسات الدستورية لهذا الدور كمؤسسة الكونغرس بتنازلها عن بعض حقوقها لصالح الرؤساء، بحجة مستلزمات الأمن القومي الأمريكي والتغيرات الدولية التي تتطلّب دوراً كبيراً للرئيس يضاهي حجم الولايات المتحدة الأمريكية في النظام الدولي، وكالسلطة القضائية متمثلة بالمحكمة الاتحادية العليا التي أكدت مثل هذا الدور.

وبعد فوزه التاريخي يعود أوباما ليصنع التاريخ مجدداً، فهو أول رئيس غير أبيض يفوز برئاسة الدولة الأقوى في العالم، وأول رئيس غير أبيض يعاد انتخابه! وأول ديمقراطي منذ عهد بيل كلينتون في عام 1996 يُعاد انتخابه، وأول رئيس منذ فرانكلين روزفلت في الثلاثينيات من القرن الماضي يفوز بالرئاسة والوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة يعاني من أزمة مالية حادة، والنظام السياسي منقسم، والعلاقة متأزّمة بين البيت الأبيض الديمقراطي ومجلس النواب الجمهوري.

والحال أن نتائج الانتخابات التي تشمل انتخابات الرئاسة ومجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام بعض الولايات، كانت تاريخية، وصبّت عموماً في صالح الحزب الديمقراطي بامتياز، وقد عزّز الديمقراطيون أعدادهم في مجلسي النواب والشيوخ، وأوصلوا أكبر عدد من النساء لمجلس الشيوخ. 


عودة