يتناول التقرير صور الحراك السياسي الذي يشهده الوطن العربي، بدءا من العراق وفلسطين ومصر والجزائر واليمن، حيث تظهر ملامح هذا الحراك في عدة نقاط، أهمها: تدهور أو اهتزاز صورة القائد، وتدهور السلطة العسكرية للدولة خاصة في ظل تقدم قوى مقاومة كحركة حماس وحزب الله في مواجهة المشروع الصهيوني وتحقيق إنجازات ميدانية مشرفة، وتراجع سيطرة الدولة على الاقتصاد، وتزايد حركات الاحتجاج والتجمعات المعارضة ومشاركة الشباب في المواقع الاجتماعية والمدونات على الإنترنت، وتراجع سيطرة الدولة على وسائل والإعلام، والنزول بحاجز سن المعارضين والقادة المتنافسين.
كما يناقش التقرير محددات الحراك السياسي في العالم العربي، وهي مدى نجاح أو تعثر سياسات الإصلاح الاقتصادي، ومدى تغلب الحكومات على الآثار الجانبية الاجتماعية لها، ومدى ديمقراطية قوى المعارضة، وتأثير مثلث (الفقر- البطالة- الأمية)، ومصالح الدول المتنفذة إقليمياً وعالمياً.
ومن هنا يؤكد التقرير على أن الوطن العربي يمر بحالة تفكك وانحدار، وأن العلاقة بين الأنظمة العربية وشعوبها غائبة، ولذا فإن معركة التغيير طويلة وشرسة، وما زلنا نشهد خطواتها الأولى، والإنجاز فيها مرهون بعوامل، العمل في الميدان وفي قلب المجتمع، ومما يجعلنا نتفاءل في ذلك أن في الأفق ضوءا يتبدى في جرأة وجسارة جيل جديد من الناشطين السياسيين الذين باتوا يؤمنون بالعمل المجتمعي دون الحصول على نتائج فورية أو مصالح آنية، ومن هنا فإن مستقبل الحراك السياسي في الوطن العربي مرتبط بصبر وحكمة قيادات التيارات السياسية وعلى رأسها التيار الإسلامي الذي قُدر له أن يتصدر العمل السياسي في العقدين الأخيرين بشكل واضح.