تتناول الدراسة بالبحث تطور الفكر الاستراتيجي في حقل العلاقات الدولية من خلال استعراض أهم المراحل التي مر بها وكذا الوقوف على التحولات التي عرفها. خصوصا بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي الذي أنهى الحرب الباردة وحالة الاستقطاب الثنائي في النظام الدولي. كما تتعرض الدراسة للتحديات التي تواجه الدراسات الاستراتيجية التي ارتبطت لفترة طويلة بمفهوم الحرب والقوة العسكرية خصوصا في ظل التحولات الدولية التي أعادت طرح مفهوم القوة والأمن للنقاش في شكل إعادة ترتيب لعناصر القوة بصعود عناصر القوة الناعمة وتراجع عناصر القوة الصلبة.
وتناقش الدراسة الحاجة لفك الارتباط بين الدراسات الاستراتيجية والفكر الواقعي الذي هيمن عليها حتى نهاية الحرب الباردة وذلك باعادة طرح مقولات المدرسة الواقعية الجديدة للنقاش كمقولات الفوضى، المساعدة الذاتية، المعضلة الأمنية،... والتي كانت إلى وقت قصير تعتبر مسلمات تنطلق منها الدراسات الاستراتيجية.