البحـوث والدراسـات
ملخص:
فوز الجمهوريين في انتخابات الكونجرس واستراتيجيات الرئيس أوباما:
- المحور الاقتصادي
- المحور السياسـي
---------------------------------------
فوز الجمهوريين في انتخابات الكونجرس واستراتيجيات الرئيس أوباما:
- المحور الاقتصادي
خالد أمين عبدالله
كان الهمّ الاقتصادي المحّرك الرئيس لمشاعر الناخبين الأمريكيين الذين صوتوا للجمهوريين في الانتخابات النصفية التي تضمنت انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم ( 435 ) نائباً، و(37) عضواً في مجلس الشيوخ من أصل (100) ، و(37) حاكم ولاية من أصل (50) . وقد فاز الجمهوريون ب (239) مقعداً في مجلس النواب ، وهوعدد يفوق ألـ (210) مقاعد التي يحتاجون إليها لإحكام سيطرتهم على هذا المجلس وقراراته ، أمّا في مجلس الشيوخ فقد حافظ الديمقراطيون على الأغلبية . والسبب الرئيس للهزيمة التي لحقت بالديمقراطيين هو الاقتصاد الذي يواجه صعوبة في الانتعاش، بل ويسيطر على أجوائه شبح الركود ، ثم إنّ معدّل البطالة وصل في ارتفاعه إلى ما يقرب من(10%)، وهكذا باتت مسيرة الإصلاحات للرئيس باراك أوباما مهدّدة بالعرقلة والإعاقة من الجمهوريين . ولعل المكاسب التي حققها الجمهوريون في الكونغرس ستعزز من قدرة الشركات الأمريكية العملاقة مثل "غولدمان ساكس" و"وول بوينت" على منع الرئيس باراك أوباما من المضيّ قدماً في إصلاحاته المالية والتجارية والضريبية، أو إضعاف قدرته على ذلك. وليس من المستغرب أن يحاول الجمهوريون منع تمويل أجزاء من مشروع قانون الرعاية الصحية الذي يلقى معارضة قوية من رجال المال والأعمال، وتقليص الإنفاق الحكومي لتخفيف عجزالموازنة، وأن يحاولوا تمديد العمل بالتخفيضات الضريبية التي أقرّت في عهد الرئيس بوش، والتي يستفيد منها أولئك المواطنون الذين يكسبون أكثر من 250 ألف دولار سنوياً، بالإضافة إلى محاولة عرقلة مقترحات أوباما لزيادة الضرائب على أرباح الشركات الأمريكية في الخارج. يضاف إلى ما سبق أنّ الانتخابات وضعت الجمهوريين في مواجهة مع "لجنة الخدمات المالية" في الكونغرس التي يرأسها الديمقراطي بارني فرانك، الذي يسعى إلى إقرار قانون يهدف إلى معالجة الأسباب التي أدت إلى الأزمة المالية عام 2008، وهناك أكثر من 240 مادة في ذلك القانون يستطيع الجمهوريون عرقلتها. ويحاول الجمهوريون في المجلسين ، النواب والشيوخ ، طرح حوالي 30 مشروع قانون من شأنها إبطال أحكام قانون إصلاح الرعاية الصحية. لتساعد هذه الجهود شركات التأمين الصحي ، وصانعي الأجهزة الطبية على تفادي زيادات ضريبية بقيمة 20 مليار دولار على مدى العقد المقبل . كما ستستفيد شركات كثيرة في مختلف القطاعات من القوانين التي يعتزم الجمهوريون طرحها، ومنها "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان" و"بلك أوف أمريكا" في قطاع الصيرفة، و"فاني ماي" و"فريدي ماك" في قطاع التمويل العقاري، وشركة "يونايتد كونتيننتال" القابضة، وشركة "خطوط دلتا" في قطاع الطيران، وكثير غيرها . وبالمحصلة، يمكن النظر إلى الانتخابات الحالية ونتائجها ليس من باب ما ستحدثه آنيّاً في سياسات أوباما، بل هي ركيزة مطلوبة لكلا الحزبين للاستعداد للانتخابات الرئاسية في عام 2012.
المزيد
إلى
الأعلى
فوز الجمهوريين في انتخابات الكونجرس واستراتيجيات الرئيس أوباما:
- المحور السياسـي
صبري سُميرة
تستوقفنا أسئلة عديدة بحاجة للإجابة حول الجوانب والآثار السياسية لفوز الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي واستراتيجيات أوباما المُتاحة للتعامل معها، وهذه الأسئلة غيض من فيض؛ فكثير منها سيثار طوال العامين القادمين، وسنجد اختلافاً واتفاقاً عليها لدى المحللين السياسيين، وتحاول هذه الدراسة التحليلية أن تُجيب على بعض من هذه الأسئلة، أو تضع بعض المنطلقات المعلوماتية والتحليلية لمنهجية الإجابة عليها حالياً ومستقبلاً.
وتشتمل هذه الدراسة التحليلية على عدة محاور، تدور حول العناوين التالية: لماذا خسر أوباما والديمقراطيون الانتخابات التشريعية النصفية؟، حداثة عهد أوباما القيادي والتنفيذي وتوازنه بين المبدئية والبراغماتية في سياساته ومواقفه، تقييم كيفية تعامل أوباما مع خسارة حزبه للانتخابات النصفية حتى الآن، استراتيجية الجمهوريين في التعاون مع أوباما وسعيهم لإسقاطه في انتخابات 2012، استراتيجية الديمقراطيين بين الالتفاف حول أوباما أوتشتيت قواعده، واقع سياسي جديد لأوباما ورؤية جديدة للتعامل معه لضمان نجاحه في 2012، استراتيجيات مقترحة يُمكن لأوباما اتباعها في السنتين القادمتين في حكم أمريكا.
المزيد
إلى
الأعلى
استراتيجية حلف الناتو حتى عام 2020 وانعكاساتها على الشرق الأوسط
أمين حطيط
أقرالناتو في قمته المنعقدة في برشلونة في تشرين الثاني 2010 مفهومه الاستراتيجي لما بعد 2010، وضمّنه تمسكاً ببقاء الحلف، وبطبيعته الدفاعية، وقدراته النووية، ومستواه التكنولوجي، واهتمامه بالطاقة وأمنها، والتأكيد على أن التهديد الرئيسي لأمن الحلف يتمثل بالإرهاب الذي ينمو، ولاسيما في منطقة الشرق.
وفي دراسة تحليلية لهذه الاستراتيجية، يظهر بوضوح أن الناتو أخذ بالاعتبار ـــــــ عند وضعهاـــــــ خيبته من استراتيجية القوة الصلبة التي اعتمدت في أفغانستان والعراق، مما اضطره إلى العدول عنها إلى استراتيجية أخرى يعوّل عليها لتحقيق أهدافه من غير قتال بجيوشه، وقد أغفل الحلف تعيين عدوه بالاسم، لكنه أوحى بأن ميدان عمله المستقبلي الرئيس هو منطقة الشرق الأوسط ومن يسميهم بالإرهابيين فيها، وعنى بهم الفئات المقاومة للمشروع الغربي (دولاً ومنظمات)، مؤكداً تمسكه بالسلاح النووي سلاح ردع حاسم، مما استوجب المحاولة لتحييد روسيا والصين اللتين قد تؤثّران في المواجهة، مضخماً المخاطر التي يشكلها العدو (الإرهاب)، لجهة الادعاء باحتمال امتلاكه التقنية المتقدمة والصواريخ البالستية، وقد تخطى الحلف في استراتيجيته المفهوم التقليدي للدفاع؛ ليجيز لنفسه العمل استباقاً على أي أرض، ويتدخل في أي أزمة خارج حدوده، مما يجعله يبتعد عن الطبيعة الدفاعية.
أما منطقة الشرق الأوسط فقد أولاها الناتو في استراتجيته الاهتمام الأساسي باعتبارها منطقة الطاقة في العالم، وبرر ما سيقوم به من تدخل فيها، بوجود ما أسماه الإرهاب الذي ينمو فيها ـــــــ حسب رأيه ـــــــ وتراجع لفظاً عن مقولة بوش بالحرب الصليبية ضد الإسلام، لكنه في الجوهر احتفظ بالمعاني ذاتها لجهة معاداته للإسلام الحركي الذي ينظم مقاومة ضد الهيمنة الأجنبية، ولكن يبدو جليا أن الحلف ليس بصدد شن حروب جديدة في المنطقة، وهو مايزال يتضور من مآسي حرب أفغانستان التي يعمل على الخروج الآمن منها، لذلك، ومن خلال قراءة خلف السطور، يبدو أن الشرق الأوسط سيكون عرضةً لأزمات متلاحقة متعددة الأشكال يثيرها الناتو لتبرير حضوره الفاعل فيه، من غير حاجة للمعارك، بل يكتفى بما فيها من قواعد عسكرية أطلسية، ومن جهة أخرى تبدو رغبة جلية لدى الحلف في الاقتراب أكثر من المنطقة، والبقاء على تماس جغرافي معها، من خلال إفساح المجال أمام دول للانضمام إلى الحلف، ولاسيما من تلامس حدودها البرية المنطقة.
وبالخلاصة نقول: إن الناتو اعتمد استراتيجية تبقيه، وتؤمن له العمل في أهم منطقة استراتيجية في العالم عبر أزمات يحدثها، من غير الحاجة إلى حروب يشنها بجيوشه، وهنا نرى أن المرحلة المقبلة ــــــــ كما يرتقبها الناتو ـــــــ هي مرحلة الأزمات المشرقية، والتدخل الأطلسي من غير جند.
المزيد
إلى
الأعلى
|