التـقارير والمـقالات
ملخص: الإسلاموفوبيا في
أوروبا
فريد حافظ
تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على الصورة النمطية السلبية
للإسلام "الآخر" في كتابات المستشرقين في الماضي، وفي خطابات
الأحزاب السياسية الأوروبية في شتى الأطياف في الوقت الحالي،
وانعكاس ذلك على القرارات السياسية الأوروبية تجاه المسلمين في
الغرب الأوروبي.
ما الاستشراق؟
عرف الدكتور إدوارد سعيد الاستشراق بأنه "محاولة بناء جديدة للشرق
والهيمنة والسيطرة عليه"؛ أي محاولة فهم "الآخر" الإسلام، وقد بني
هذا الفهم على الصورة النمطية السلبية للإسلام بأنه دين بربري
ومُحتل واستبدادي وسُفلي وغير حضاري، ويقمع المرأة، ورسول الإسلام
رجل محتال، وحياته مليئة بالعنف والجنس، في حين أن الغرب هو منبع
الديمقراطية وحقوق الإنسان والحضارة الإنسانية.
ما الإسلاموفوبيا؟
مصطلح تم استخدامه في بداية ثمانينيات القرن الماضي في الغرب
الأوروبي، وهو يعني الخوف من الإسلام، وقد أخذ هذا المصطلح حيزاً
من أذهان الشعوب الأوروبية، والصفوة السياسية وأجنداتها السياسية،
حيث استخدم لتحقيق أهداف سياسية حزبية.
وتركزت أيدلوجية الإسلاموفوبيا الغربية على تشويه صورة "الآخر"
الإسلام بوصفه عقيدة جامدة، متطرفة، قمعية، شريرة، تحمل العداء
للغرب، بل هي العدو الأول للغرب، أي صورة "الإسلام الشرير" مقابل
"الغرب الجيد"
الإسلام في نظر الأحزاب السياسية
الأوروبية
لقد طغى شبح الخوف من "الآخر" الإسلام على الخطاب الحزبي الغربي
الأوروبي وأجندته السياسية من شتى الأطياف، ومن أهم الأمثلة على
ذلك:
1.
الجبهة الوطنية الفرنسية: أول حزب استخدم الإسلاموفوبيا في دعايته
السياسية وحملته الانتخابية للتخويف من الإسلام والمسلمين.
2.
الحزب النمساوي اليميني الشعبي: وصف الإسلام بأنه "العدو الأول
لأوروبا والعالم أجمع".
3.
الحزب الدنماركي التقدمي: دعا إلى إيجاد "منطقة حرة للمسلمين"،
وحذر من أسلمة أوروبا.
4.
الحزب اليميني الشعبي الدنماركي: حذر الجماهير في أثناء حملته
الانتخابية من الإسلام كمصدر تهديد لأوروبا، علاوة على أنه ضد
الحضارة الغربية.
5.
زعيم حزب (ليقا نورد الإيطالي) (أومبرتو بوسي): وصف الإسلام بأنه
أكبر مصدر لتهديد الثقافة الأوروبية، وفي الوقت نفسه نصّب ذلك
الزعيم نفسه للدفاع عن النصرانية الأوروبية.
ومن هنا يرى الباحث أن الصفوة السياسية الحزبية الأوروبية من شتى
الأطياف الحزبية من اليمين والوسط واليسار والتطرف المسيحي تنظر
إلى الإسلام على أنه أكبر مصدر تهديد للثقافة الغربية الأوروبية،
علاوة على أنه العدو الأول لأوروبا منذ الحروب الصليبية التي بدأت
عام 1095 للميلاد، وحتى الآن، لذا يجب عزل المسلمين، ووقف المد
الإسلامي في أوروبا بشتى السبل.
الآثار السلبية الناجمة عن
الإسلاموفوبيا
لقد شكل التخويف من الإسلام رأياً عاماً أوروبياً شعبياً ورسمياً
مضاداً لبناء المساجد والمآذن وارتداء الحجاب في المدارس والساحات
العامة، وتعرض المسلمين للتميز العنصري والعنف الكلامي والاعتداء
على ممتلكاتهم.
الخلاصة
-
الإسلاموفوبيا "الخوف من الإسلام" هو مشروع مسيحي صليبي قديم جديد
يؤمن بـ "بنظرية المؤامرة"، بأن الإسلام عدو الغرب الأوروبي.
-
لقد تم استغلال الصورة النمطية السلبية للإسلام منذ الماضي وحتى
الآن لحشد الرأي العام الأوروبي الشعبي والرسمي ضد الإسلام
والمسلمين بحجة أن الإسلام هو العدو الأول للثقافة الأوروبية
وأوروبا والعالم أجمع.
-
لقد أصبح الإسلاموفوبيا أيدولوجية شعبية وسياسية تدعو إلى إقصاء
الآخر والتمييز ضده، بل والتخلص منه.
المزيد
إلى
الأعلى